17‏/02‏/2012

لحظات هاربة



956597735
اشرقت الشمس وبدأ النور يتسلسل من خلف الستار الى الغرفه ..
رن جرس الهاتف هذه اختى تريدنى ان اصعد لها في بيتها لنتاول الفطور وفنجان القهوه ..
ذهب زوجى للعمل...
كالعاده بودره الجسم متناثرة على التسريحه والارض
لطالما طلبت منه التوقف عن استخدامها بهذا الشكل ..
وهاهيا الادراج نصف مقفله وغطاء العطر مرمى على الارض
كان متأخرا بمقدار الفوضى التى تركها خلفه ..
وعبق العطرمازال فى الغرفة ليوكد خروجه متأخراً..

طلبت منه بالامس النوم مبكرا
لكنه كان مصر ان يكمل الفيلم الذى استمر حتى ساعات الصباح الاولى ..
بالرغم انه غير مولع بالافلام والفيلم ليس مثير الا انه جذبه لدرجه السهر ..
انه ملل الروتين يهرب منه باي شىء ..
اه الروتين يجب ان استيقظ الان واصعد عند اختى وانا حامله صينيتى
اجهز عندها الخضار للغداء ونحن نتبادل الحديث ثم انزل لاطبخ ..
انه اجمل روتين ان اصعد عندها لتكون بدايه يومي بجوارها..
لطالما احببت تلك الساعه التى اقضيها معها
اشعر بالدفىء بقربها والامومه بجانب بناتها ..
كل صباح لدينا حكايه.
صباح نضحك من مواقف الخلان..
وصباح نبكى من قسوه الازمان ..
وصباح نعالج قضايا الاصدقاء والجيران ..
يمر الوقت بسرعه ..
وبعدها تركض كل واحده منا لمطبخها لتجهز الغداء فبل موعد عودتهم الى المنزل ..
ربما لنا لقاء اخر فى المساء اذا خرج ازواجنا لمشوار خاص بهم ..
هكذا مرت السنين ببيت زوجى وبجوار اختى ..
هذه اختى تعاود الاتصال .. يجب ان اترك الكسل واقوم من فراشى..
ماهذا !!!!!
لما تغيرت لون الجدران ؟؟
لما انا نائمه هنا ؟؟
اين سريرى ، دولابى ، تسريحتى لما انا وحدى هنا مع عبق العطر ؟؟؟؟؟
اين فراش زوجى ؟ ولما عطره الذى حولى بدأ يختفى ايضا
دق المنبه .. أه تذكرت انه موعد الاستيقاظ للدوام
اقفلته لاقوم متكاسله ودمعه ترقرقت في عيني ..
انه زمن جميل رحل برحيل زوجى عن الدنيا ..
وعودتى للمدينه التى يسكن بها اهلى ..
وتلك لحظات هاربه من الماضى ..
وعبق عطر تنهد لياخذنى هناك ..
وليته لم يفعل ..
استحضر كمشعوذ ارواح غائبه ..
استحضارا قاسيا للحظه من عمق الزمان ..
تصادم بين الماضى والحاضر ..
واجتياح من اعاصير الشوق ..
وبركان من الحنين احرق ماتبقى من روحى ..
هذه لحظاتى هذا الصباح .. لحظات هاربه ..

هناك تعليق واحد:

  1. ادمعتي قلبي بكلماتك الرائعة ووصفك لتفاصيل بسيطة تسطر من خلالها الحكايات
    تمر الايام والاعوام ولا تختفي تلك الذكريات لا بد لك من معايشتها فهي كالوقود الذي يششعل نار الحب في قلبك
    رغم بعدك عنه وعن البيت الذي جمعكما الا انه لا يزال يسكن في قلبك
    اسال الله ان يعوضك خيرا

    ردحذف